يسعى المطورون في سياق المعركة المحتدمة لتطوير السيارات إلى تغيير الكثير من تفاصيل الجيل القادم من المركبات، وذلك بالاعتماد أكثر على ما توفره التكنولوجيا المتقدمة من مزايا ليصل الأمر إلى فكرة الاستغناء عن ناقل الحركة اليدوي.

وتحتاج جميع المحركات إلى ناقل حركة يدوي أو أوتوماتيكي، سواء كانت محركات احتراق داخلي أو محركات كهربائية أو كليْهما كما في الموديلات الهجينة.

وإن لم يتم تغيير السرعة فإن عدد اللفات لمحرك الاحتراق سيرتبط بسرعة السيارة، وبالتالي عند الرغبة في تنويع عدد اللفات خلال السرعة المحددة ستحتاج السيارة إلى جهاز نقل الحركة.

لكن الاتجاهات الحالية في ظل الإستراتيجيات والرؤي المستقبلية لما سيكون عليه التنقل تعتقد أنه ليس من الضروري الاستعانة بهذه الطريقة في المستقبل.

وخلال الأعوام القليلة الماضية شهدت صناعة المركبات الأخيرة تطورات متسارعة في عدد أجهزة نقل الحركة الأوتوماتيكية، كما أن السيارات الصديقة للبيئة بدأت تقتحم الطرقات، وكلا الأمرين جعل من عصا نقل الحركة أداة زائدة عن الحاجة لبعض الشركات.

ويكافح عدد صغير من الناجين المعرضين للخطر جراء غزو التقنيات الحديثة في قطاع بات على محك التنافس بشكل غير مسبوق للإبقاء على هذه التجهيزة المهمة في أي مركبة مهما كانت.

وبات القطاع يميل إلى كل ما هو يبعث على الراحة والرفاهية في القيادة، ولعل هذا هو السبب في اقتراب ناقل الحركة اليدوي من خط النهاية، إلى درجة أن بعض الشركات مثل مرسيدس – بنز قد حددت جدولا زمنيا للاستغناء بشكل كامل عن الموديلات المجهزة بهذه الأداة.

وعندما تلقي نظرة على المقصورة الداخلية لسيارة مرسيدس إي.كيو.إي فإن المرء لن يحتاج إلى الكثير حتى يكتشف أنها بلا عصا حركة يدوية.

وأوضح بيتر كيركراث، الخبير لدى الهيئة الألمانية للفحص الفني، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أن ناقل الحركة اليدوي قد شهد تراجعا من وقت ظهور ناقل الحركة مزدوج القابض.

وناقل الحركة مزدوج القابض هو عبارة عن ناقل حركة يمكنه تغيير التعشيقات بسرعة كبيرة بمفرده أو عن طريق زر أو ذراع.

ويعتبر السبب الرئيسي في تفضيل ناقل الحركة الأوتوماتيكي في الآونة الأخيرة تغلبه على أفضلية كانت لناقل الحركة اليدوي، ألا وهي الاقتصاد في استهلاك الوقود.

فالناقل اليدوي ليس رياضيا فحسب، لكنه كان يتفوق على ناقل الحركة الأوتوماتيكي في اقتصادية استهلاك الوقود.

ومع المزيد من التطور أصبح ناقل الحركة مزودج القابض أكثر اقتصادا، وذلك بجانب ما يقدمه من راحة في القيادة بالاستغناء عن دواسة القابض.

كما أنه يسهم في تغيير السرعات بشكل يفوق أي سائق سباقات، وهو ما جعله الخيار الأول في موديلات السباقات من ماكلارين وفيراري وأستون مارتن وبورشه.

ويعتقد كيركراث أن مشكلة الاستهلاك الأعلى قد تم التغلب عليها مع الوقت حتى أن الفروق التي كانت تصل إلى اللترين بين نسختي ناقل الحركة الأوتوماتيكي واليدوي من نفس السيارة قد تلاشت.

وهذا الوضع دفع إلى جعل خيار ناقل الحركة اليدوي يتلاشى بشكل كامل من برنامج موديلات بعض السيارات.

ووفقا لتقرير في صحيفة “أوتوموبيل فوخه” الألمانية، فإن فولكسفاغن ترغب أيضا في التخلص التدريجي من ناقل الحركة اليدوي بحلول عام 2024.

كما أن شركة بي.أم.دبليو، على سبيل المثال، تقدم أيضا ناقل حركة أوتوماتيكي فقط في الجيل الجديد من سياراتها مثل أكتيف تورير.

ولم يكن ظهور عصا نقل الحركة مقتصرا على وظيفة تدخل السائق لتغيير السرعة فقط، بل كان مرتبطا أساسا بعامل الراحة النفسية أثناء عملية القيادة على الطرقات وخاصة في المسافات القصيرة.

ويرى مديرو التصميمات في معظم الشركات أن هذا الظهور لم يكن بسبب الضرورة الوظيفية فقط، إنما يعد كذلك أمرا هاما لنفسية قائد السيارة حيث إن الإمساك بمقبض التروس يمنح الشعور بالسيطرة على السيارة أو على الأقل السيطرة على المحرك.

وتبرر فولكسفاغن اختيار هذا المسار بتزايد أعداد الزبائن الذين يرغبون في الراحة التي توفرها تقنية ناقل الحركة الأوتوماتيكي.

وترتبط هذه الأداة في العادة بصندوق التروس من الأسفل وتكون بين المقعدين الأماميين أو خلف المقود مباشرة وبها مقاسات وأحجام مختلفة حسب نوع وموديل السيارة.

والهدف الأساسي من استخدام العصا هو تغيير السرعات بشكل يعطي عزما أكبر للسيارة في حالة الرغبة في زيادة السرعة أو خفضها.